الثلاثاء، نوفمبر 17، 2009

العبوها يايديكم: لقد خرقتوا القواعد من قبل



تخيلوا مثلا، في مباراة الغد، إن عماد متعب أمسك الكرة من نصف الملعب، و احرزها هدف في مرمى الجزائر بيدهلا بقدمه، و احتسبها الحكم هدفا صحيحا، و مصر تأهلت بهذه الطريقة لكأس العالم.

هل سيشعر متعب كما شعر في المباراة الماضية، بأنه حقق إنجازا سيكتب له في التاريخ - باب المجد؟

هل سيشعر الجمهور بنفس حالة الفرح و النشوى؟

لقد اشتاقت جماهير مصر و الجزائر إلى الوصول إلى كأس العالم، سواء عشرون عاما، او اربعة و عشرون، و نست كل شيء آخر، اغلى و ارقى من الوصول في حد ذاته: شرف الوصول، شرف المنافسة، و شرف تقبل الهزيمة بروح الابطال الذين لم يدخروا جهدا.

اذكر، صديق طرح سؤال فلسفي خطير عن الحياة: ما هو الاهم الالتزام بقواعد لعبة الحياة، ام فهم مغزى قواعدة و لعبة الحياة؟

الإجابة كانت صعبة، و لا زالت، لم اعرف احد طرح عليه السؤال، و اجاب إجابة محددة، لكن الكل اشترك في عمل موازنة بين الطرفين: الالتزام، و الفهم، فعندما يستعصى الفهم، نلتزم و فقط، و عندما لا نستطيع الالتزام نحاول الفهم فنحاول مرة اخرى مع الالتزام.

أما عن الجماهير فكان الوضع سهلا، فهي لم تلتزم، و لم تفهم، و تريد فقط الوصول! فضاعت عندهم اهداف البطولة و مغزاها، و ضاعت قواعدها، و لن يحصلوا على شيء سوى هتافتهم الجوفاء.

و انا لست مناصرا لفكرة أن تخلف شعب يدعوه إلى التوقف عن تشجيع منتخبه حتى يتقدم، فكثيرا من الشعوب المتقدمة، تشجع و تتعصب احيانا، لكنها - هي و كتيرا من الشعوب المتخلفة - عندما تشجع يصبح لتشجيعها معنى، فاحيانا يشهدوا الفوز فيلهمهم، و يشهدوا الهزيمة فيتقبلوها فتعلمهم درسا، و تكسب مشاعرهم خبرة، لكن تشجيع جماهيرنا لا يلهم و لا يعلم، طالما ارتبط بالسب و الضرب و التهجم، و الاصرار على الفوز و بديله نظرية المؤامرة و خيانة المنافس للاخوة و قواعد اللعبة، و كأن لا شيء اسمه هزيمة في هذه اللعبة.

كنت حتى الامس، احاول أن احتفظ بباقي حلم التأهل لكأس العالم، لكني الآن غير مهتم، ربما اشاهد المباراة غدا، لكن لن يملؤني نفس الحماس، لقد تم إفساد اللعبة، فما حدث في مصر – بأي يد كانت مصرية او جزائرية – و ما حدث في الجزائر، و ما يمكن أن يحدث – و ما يحدث بالفعل - في السودان و لا نستطيع أن نتكلم عنه لأنه سيصب في نفس خانة التخوين، و البيع و الشراء، قد اصابني بالغضب من الناس التي لا تفهم أن الحياة نفسها لعبة، يجب أن نستمتع بها، داخل إطار القواعد التي تحفظ كرامتنا، لا أن نصبح عبيدا لها، مسلوبي التفكير بسحرها، فما بالك بكرة القدم؟

الأربعاء، مايو 13، 2009

ربيع مشكوك فيه


انا من الشخصيات غير المتشائمة إطلاقا، و في اغلب الاوقات عندي امل يكفي مدينة كبيرة كالقاهرة مثلا، لدرجة ان احد اصدقائي الكبار في السن سألني مرة " هوه انت بتحب و لا حاجة "، و برر سؤاله بأن حالة التفاؤل الغريبة و المبالغة فيها و المستفزة بالنسبة له، اكيد "وراها سر".

الله يرحمه، مات قبل معرفة سر تفاؤلي، اما بالنسبة لي، فاعتقد ان الموت سيسبق معرفتي لسبب تفاؤلي المستفز، و لو اني بدأت اشك في ان تفاؤلي مصيره إلى الزوال في يوم من الايام.

و شكي وصل لمرحلة متقدمة، خاصة في الايام الغريبة التي تشهدها القاهرة الآن، ايام تبعث الخوف من المستقبل، و الاحساس بالخطر القريب.

و طبعا الواعي و المراقب بدقة لهذه الايام هو الوحيد الذي يستطيع الشعور بهذا الخطر،و كلنا عارفين انهم قليلين في مصر، و لهذا مصر لا تشعر بالخطر كالعادة.

و بما اني كنت متفائل، و كنت سيد من ينشر التفاؤل، في الاوقات الحلوة، و المرة، و بما اني حاليا متشائم، و مصر في خطر احب احذركم جميعا، و اقولكم " انتو مقبلين على مرحلة سودا و منيلة بنيلة".

الجو غريب جدا في مصر اليومين دول يا جماعة، و بصراحة انا مش مصدق نفسي خالص، و مش مصدق ان ديه مصر، و مش مصدق ان ده الربيع، انا مش متعود على كده، 3 ارباع الربيع على الاقل حتى الآن الجو لطيف جدا، و يمين او تلاته بالكتير هوا بتراب و اسبوع بالكتير حر، و كمان اسبوع متقطع ، يعني مش على بعضه...امال فين تأثير الاحتباس الحراري و ثقب الاوزون و تقلص حجم غابات السافانا و الاستبس.

انا خايف جدا من الصيف، و حاسس اننا حنتشوي فيه، و حيجي لنا جفاف في رمضان، و ناقص اننا نحضر نفسنا للباربكيو كمان.

علشان كده انا باناشد المواطنين انهم يأخذوا اساليب الحيطة و الحذر خلال ايام الصيف القريبة، و كل واحد يحضر نفسه للمايوهات و الساحل الشمالي، بأنه يبدأ يحوش من دلوقتي للمصيف، و انصح ان الناس تنسى الكلام عن الازمة الاقتصادية العالمية، و انفلوانزا الخنازير، و العنف المتصاعد في المجتمع المصري، و دور مصر المتراجع في المنطقة و النفوذ التركي و الايراني المتوسع، و العدوان الاسرائيلي المتكرر على الاراضي المحتلة، و يبدأوا في السعي نحو المستقبل بحاجتين: حنصيف فين السنة ديه؟ و حندخل الواد كلية ايه بمجموعه المهبب ده؟

اما بالنسبة للدولة فانا اطالبها، ببذل مجهود اكبر في بناء القرى السياحية لمحدودي الدخل، ثم القضاء على محدودي الدخل لأنهم وش فقر اساسا و مش حيرحوها، و كذلك اطالب المصانع الحربية بتصنيع كمية اكبر من المراوح السقف و الحائط و البوكس، و هذا بعد تراجع الطلب على المكيفات لأنها بتجيب انفلونزا في الصيف، و كمان اسمها بقى يطلق على المخدرات و الخمور، و الناس مش ناقصة شبهة و بهدلة في الاقسام.

اما بالنسبة للسادة المواطنين المشتغلين في القطاعين العام و الخاص، فعليهم مراعاة الاساتحمام بالماء و الصابون كل صباح قبل ركوب الموصلات ، و ذلك لتخفيف الضغط على المستشفيات، و تقليل نسبة الاصابة بحالات الاغماء و الفطسان، و القيء و الاسهال و غممان النفس، و تشوه الاجنة في رحم الامهات، و زيادة معدل الجريمة و الطلاق الناجمة عن ضيق الخلق و انقطاع النفس في المواصلات العامة مرتين على الاقل يوميا (رايح جاي).
و كفانا الله و اياكم شر الحر و الحسد.

اللهم بلغت اللهم فاشهد.

الجمعة، نوفمبر 14، 2008

مفعول السحر 1 : و فجأة كل شيء تغير و فجأة ....!

... و فجأة صحيت من النوم و لقيت كل حياتي اتغيرت، حققت كل احلامي، و مشيت في طريقي بقوة و ثبات، و بقيت شخص مختلف، الحزن إلي كنت شايله في قلبي زال، الحيرة و الشك حل مكانهم اليقين و الأيمان.

مش عارف اوصف قد ايه الأمور واضحة قدامي، قد ايه انا حاسس بالحياة بكل حواسي، لكن الشيء الوحيد إلي اقدر اوصفه و متأكد من أنك حتندهش لما تعرفه: هو أني مش سعيد بالدرجة إلي انت متخيلها، و متأكد كمان انك حتندهش أكتر لما أقولك أن ده مش وحش، و أنه هو الأصل في الحياة إلي لازم نعيشها مرة بسعادة و مرة بحزن و شجن و ألم، مرة باحباط و مرة بحماس و إصرار و كفاح، مرة بهدوء التأمل و مرة بإنطلاق واحد مجنون عمره ما عرف يعني ايه منطق أو عقل، ....

و هنا الخيال ممكن ينتهي علشان اعتذر لك عن السطور السابقة و اقولك أن رغم أن الحادثة إلي وصفتها لك من شوية مش صحيحة مئة في المئة إلا انها مش بعيدا ابدا عن حالة باعيشها دلوقتي.

و هنا اقدر اقول لك قد ايه انا غبي علشان عايش باحلم اني اقول كلام زي ده في يوم من الأيام، في حين أن كل يوم عيشته يستحق أقول فيه كلام زي ده و اكتر!

السبت، ديسمبر 15، 2007

حبر على ورق

عندما اشعر بأني لا اجد شيئا لدي لأكتبه اكتب، ظنا مني أن كتابتي في هذه الحالة هي نوع من الاحتراف، و الحق اقول اني لا انكر هذا، بل اؤكد أن كتابتي بهذه الطريقة تزيد من ثقتي في نفسي، و تجعلني فيما بعد قادرا على الكتابة في أي وقت و في أي مكان، و هذا ما احتاجه في الفترة الحالية.

كثيرا ظننت انني مدعي ثقافة، مدعي كتابة، و مدعي الإبداع، و ظني هذا تورم بسرعة و بشكل جعل صورتي الذاتية تهتز، و من بعدها فقدت القدرة على الكتابة لفترة طويلة كانت كافية لتضيع فرص حقيقية و غير حقيقية مني.

و بما انني استطيع و بمهارة تحويل الاخطاء إلى خطوات إلى الامام، و العيوب إلى مزايا، و الندم إلى حافز، فإنني لا اشعر بحزن شديد على ما فاتني طالما احاول بجدية في صنع فرص افضل.

و الكتابة في هذا الوقت و بهذه الطريقة هي افضل اسلوب لصنع هذه الفرص، لذلك انا اكتب، ماذا عنك؟ هل تكتب ؟ و لماذا؟

مساحة للخيال

نظر للمرآة التي تطغى عليها مساحات سوداء تحجب اجزاء من صورة وجهه، ابتسم، أنها الطريقة الوحيدة كي يرى نفسه اجمل، فالاجزاء الناقصة من صورته، يتخيلها عقله ليكمل صورته، لكنه يخدعه لأنه يتخيلها اجمل مما هي عليه في الحقيقة، لم يتعمد أن يتلف المرآة التي اتلفها الزمن بعوامل التعري كلها.

اعجبته الاجزاء التي تخيلها : عين واحدة يراها في الصورة، و عين أخرى اجمل في المساحة السوداء، الجزء العلوى من انفه الكبير ظاهر، لكن فتحات انفه الصغيرة تظهر تحتها، اذنه التي لا تتناسب مع وجهه تظهر في مكان يبدو خطأ، شعره الاصفر فوق جبهته السمراء يصنع تباينا ملفت للنظر، شفته الغليظه ترتكز على شفه سفلى دقيقة و جميلة.

لكن لم تعجبه الصورة، فقرر كسر المرآة السخيفة، اما عقله الذي خدعه فعقابه شراء مرآة تظهر صورته الحقيقية.

الخميس، ديسمبر 13، 2007

مسألة قلب

امسك الصورة في توتر و قربها جدا إلى وجهه

اراد أن يعرف من هو؟ ان يراه و هو معها ....

لا احد يعرف مدى استيائه من ....

الكلمات لا تعبر عن .....

فقط وجهه هو الذي يعبر، لا شيء آخر

"طظ"

كذاب، هو مهتم رغم انفه، غيران، مغتاظ، يتحسر، تدمير كل شيء لن يطفأ ناره،

" لماذا؟!"

لأنه....

ببساطة لا يعرف من يلوم

هو يعرف أنه لا يجوز لوم احد في هذا

"....."

حتى غيظه لا يستطيع التعبير عنه، لا يعرف كيف يصرخ،

لا يعرف ماذا يقول؟

هل " لااااااااااااااااااااااااااااااااااا " مناسبة ،

ام "ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه" تعبر عن وجعه،

" يا الله " لا تجوز فطلبه شرير

نعم، نعم

إنه الحقد، الحسد، لا الحب

او الحب الذي فشل فانجب التوأمين ( حـ قـ د – حـ سـ د )

نظر للصورة مرة اخرى، تمنى لو كان مكانه، حتى لا يشعر بما يشعر به الآن

توسل لنفسه الحانقة

"انا طيب، لا افكر بطريقة كهذه"

اغمض عينيه، و تخيل فتاة اخرى و شخص يعرفه جيدا، يبتسمان في صورة خطوبة، هي
اجمل من أي فتاة اخرى، و اسعد، و هو تبتسم شفتاه في فرح، و عيناه في تشفي.

"كفى، كفى"

لا يملك سوى ان يقول كفى، لكنه يستمر في الحقد

"ارجوك"

يفتح دفتره و يكتب

" ارجوك"

ما يشعر به

"لا تعرني اكثر من هذا"

لكنه كتب عن نفسه و كأنه شخص آخر، حتى لا يشعر بخزي اكثر من الذي شعر به و هو
ينظر للصورة

"لقد شعرت به ايها الغبي...كفى"

نعم هو غبي، لكن ليس هو الملام، و لا احد يلام في هذه القصة...

فهي مسألة قلب لا اكثر.

السبت، ديسمبر 08، 2007

الدنيا مكان غريب

اغرب ما فيها: الناس، لأنهم هم السبب الرئيسي في غرابتها، طريقة حياتهم و اساليبهم و حتى طريقة تفكيرهم و تفسيرهم للدنيا، خاصة طريقة تفسير الناس لها. على قهوة شعبية او في كافتريا راقية او حتى في قاعد ستات، رجل على رجل و ميل للظهر على ظهر الكرسي، و نفس عميق، و تنهيده، و سرحان طويل و جملة تبدأ بـ " الدنيا ديه يا ابني ..... " و تبدأ الفلسفة، و انا على فكرة احترم فلسفة الناس للدنيا و تبسيطها و تعقيدها في جمل مقعرة او حتى شعبية، و احترم الناس الذين يحاولون فلسفة الاشياء او فلسفة الدنيا من اول افلاطون و ارسطو إلى عم زكي بواب العمارة المجاورة (سابقا) و الذي اختلط كلامه احيانا في آواخر ايامه في خدمة العمارة و اصحابها بقصص عن مغامراته مع العفاريت (عفريت ثعبان ضربه بالعصيا و جري إلى آخره من حواديته في قريته التي لا اعرف اسمها او مكانها). و حتى لا نتوه عن فكرتنا الاصلية، ساعود لأقول اني احترم عم زكي كما احترم ارسطو، بل ارى انه نسخة طبق الاصل لارسطو، فاتخيله جالس على الترعة يفكر في حياته القروية او في أي شيء آخر، يريد ان يضع اسباب للاشياء في هذه الدنيا او يأتي باجوبة لاسئلة كثيرة كبيرة و معقدة، يفكر طويلا و طويلا و لا يثنيه عن تفكيره إلا ايجاد (او اختلاق) إجابة هكذا اتخيل عم زكي و كذلك ارسطو و كذلك انت و انا و جميع الناس، ارفض فكرة ان بعض الناس لا يفكرون، اجدها صعبة جدا، كيف لا يفكر صاحب جهاز مفكر؟ المجانين نفسهم يفكرون، و يفلسفوا الدنيا. الدنيا مكان غريب، و الناس اغرب، هم يحاولون ان يوجدوا سبب لكل شيء، هم يحاولون الإجابة على كل الاسئلة التي تعترضهم في الدنيا، و هذا شيء طبيعي، لكن ما جعله غريب و جعل الناس اغرب هو صنعهم لمجموعة افكار او آراء تلخص دنيتنا هذه يرجعون لها عندما يستعصي عليهم إجابة سؤال أو إيجاد سبب لأي حدث من الاحداث، فتصبح هذه الافكار و الآراء هي الإجابة لكل الاسئلة و هي السبب لكل الاحداث. الدنيا مكان غريب، و الناس اغرب، لأنهم يصنعون هذه الأفكار و يعبدوها تماما كالاصنام، و إذا عدنا لقصة الاصنام سنجد أنها صنعت لسبب، ثم احترمت لسبب ثاني، ثم قدست لسبب ثالث، ثم عبدت لسبب رابع، هكذا الافكار التي يصنعها الناس، تصنع من اجل تبرير موقف معين، ثم التغلب على موقف مشابه، ثم تجنب مواقف أخرى، ثم لتصبح مبدأ عام في الحياة حتى و إن كان غير مناسب، ثم يستقر كفلسفة. الدنيا مكان غريب لأننا نشكله بغرابة أو نعيد تشكيله بمعنى ادق، نرسمه بخطوط فشلنا و مبرراته، ننقشه بمشاعرنا المختلفة و المضطربة، و نلونه بافكار صنعناها لمجرد أن تصبح إجابة لكل سؤال، و سبب لكل حدث، فيصبح مكانا غريب عن حقيقته و نصبح نحن غرباء عن حقيقتنا.